يعد مؤرخنا «أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى» من كبار مؤرخى القرن الرابع الهجرى «العاشر الميلادى» . وقد استعرضنا- منذ قليل- البيئة العلمية، التى نشأ فى رحابها، وأشرنا إشارات سريعة إلى أن لجده تأثيرا ملحوظا فيه، كما أن لأبيه دورا فى تثقيفه، وعلّلنا ضعف شهرة والده بالقياس إلى جده.
والآن، نحاول تخصيص الحديث عن مؤرخنا فى النقاط الآتية:
١- ابن يونس وتحصيل العلم:
لمسنا- فى حديثنا الماضى عن جده، ووالده- حب ابن يونس للعلم، ومطالعته مرويات جده الحديثية، واستفادته مما لديه من وثائق تاريخية. وكذلك رأينا مصاحبته أباه فى رحلة علمية داخلية إلى (الصعيد) ؛ لكتابة الحديث النبوى الشريف على أحد أعلامه هناك.
وأودّ التنويه- هنا- إلى أبرز معالم حياته العلمية على النحو الآتى:
أ- أن مؤرخنا ابن يونس- علاوة على الجو العلمى الذي نشأ فيه- كان يلقى حثا وتشجيعا كبيرا على طلب العلم. ولعل والده- رحمه الله- كان يدفعه إلى ذلك دفعا منذ طفولته المبكرة؛ كى يكون امتدادا طيبا له. ومن هنا كان يقص على مسامعه بعض