الأوصاف، التى قد يكون لها أساس نابع من غرابة شخصيات المخترعين والمكتشفين، لكنها بولغ فى عرضها ووصفها؛ نتيجة للأسباب السالف ذكرها.
[أما الجانب الآخر الذي يهمنا، فيتمثل فيما يلى:]
أ- يبدو أن مؤرخنا «ابن يونس» عنى بابنه «علىّ» منذ صغره، فكان يصطحبه معه إلى مجالس المحدّثين «١» ، إذ كان حريصا- فيما يبدو- على أن يتلقى علوم العربية والشريعة «خاصة الحديث، والتاريخ» ، بحيث يكون امتدادا له.
ب- أعتقد أن ابن يونس نجح فى القيام بواجبه تجاه ابنه، الذي بلغتنا بعض تراجم كتابى:«تاريخ المصريين»«٢» ، و «تاريخ الغرباء»«٣» عن طريقه. ولكنى أعتقد- أيضا- أن مؤرخنا «ابن يونس» رحل عن الوجود، وخلّف ابنه «عليّا» فى مقتبل العمر «٤» ، فلم يجد من يواصل المسير به فى نفس اتجاه أبيه، فنحا نحوا آخر «تجاه العلوم الرياضية، والفلكية» ، ولعل قدراته كانت تتوافق مع طبيعة هذه العلوم، فتوقفت معارفه الحديثية والتاريخية عند الحدود التى وصل إليها فى حياة والده، أو لم يقم بتنميتها؛ لغلبة الاتجاه