أن «تاريخ المصريين» وجدنا ضمن بقاياه تراجم لبعض علماء الصعيد، فهم داخلون- إذن- فى مادته التاريخية، فلا داعى لإفراد كتاب عن هؤلاء، اللهم إلا إذا كانت لدى مؤرخنا مادة معقولة عن أحداث الصعيد، ورجاله، تسمح له بإفراد كتاب عن هؤلاء العلماء المجاهيل، الذين أراد إنصافهم، والتعريف بعلمهم «١» . لكن سكوت المصادر عن مجرد ذكر عنوان الكتاب، وإمكانية الوفاء بهذا الغرض من خلال «تاريخ المصريين» ، يجعلنا- فى النهاية- نرجح أن نسبة هذا الكتاب الأخير إلى مؤرخنا غير صحيحة.
وأخيرا، فإننا نكتفى بهذا الحديث المقتضب عن تلك المؤلفات التاريخية لمؤرخنا «ابن يونس» لحين تفصيل القول فيها عند كتابة «مدخل إلى دراسة تاريخى ابن يونس» .
٥- حول ملامح، وسمات شخصيته:
أعتقد أن من تمام ترجمة الشخصية محاولة الكشف عن سماتها وملامحها الخلقية والخلقية والعقلية، بحيث ينظر إليها القارئ كأنه يراها. وللأسف، فإن شخصية مؤرخنا «ابن يونس» لا نجد فى المصادر المترجمة لها- على كثرتها النسبية- ما يجلّى هذه الملامح، أو حتى يتعرض لها من بعيد. وفى محاولة متواضعة منى، حاولت أن أستشف شيئا من ذلك، عن طريق استنطاق نصوص كتابيه المعروفين؛ كى أخرج منهما ببعض من إشارات خفيفة سريعة عن هذه السمات على النحو الآتى: