أولهما: حرص ابن يونس على البحث عن القيم الأخلاقية فى مترجميه، وإثباتها فى كتابيه، وكثيرا ما يذكر صفات الزهد والعبادة، والصلاح والفضل لمن يستحق الاتصاف بذلك منهم «١» .
ثانيهما: يلاحظ أن الغالب على تراجم ابن يونس الوجازة والقصر، إلا أنه- فى الغالب- يطيل فى تراجم الصالحين والعباد والزهاد، ذاكرا تفاصيل صلاحهم، وزهدهم، وكثرة عبادتهم، وبعض كراماتهم، وبعض نواحى حياتهم «٢» .
هـ- حسه الوطنى الصادق:
وذلك واضح مما ذكرناه- قبلا- عن عدم ارتحاله خارج بلده مصر، واقتصار مؤلّفيه التاريخيين على «علماء بلده، وعلماء البلاد الأخرى الذين قدموا إلى بلده مصر، فأفادوا واستفادوا» . وبالنظر إلى بعض تراجم كتابيه، نلمح نبرة الإعجاب بوطنه، وذلك من خلال الحرص على الترجمة لأناس، تروى عنهم عدة آثار، تمجّد مصر، وتذكر فضائلها، ومظاهر الخير والثراء والنعيم بها، إلى جانب ما تتمتع به من البركة والنماء والجمال منذ أقدم العصور «٣» .