وسلك مؤرخنا مسلكا آخر، يدل على وعيه بغرض وهدف التاريخ الأخلاقى، فقام- من خلال التراجم، وبطريقة غير مباشرة- بعرض الكثير من الروايات التاريخية الداخلة فى صلب تراجمه، لكن لها مدلولات أخلاقية رائعة، مثل:«الدعوة إلى العدل المطلق فى تطبيق الأحكام «١» ، والدعوة إلى التعلم والتفقه، فبهما يمكن أن يصل الإنسان إلى مراتب العلماء «٢» ، والوفاء للجار والذّود عن حماه «٣» ، ورحمة الكبير بالصغير، وترفع الغنى عما بأيدى الفقير» «٤» ، إلى غير ذلك من المبادئ القويمة الفاضلة.
[ملاحظات حول عناصر الترجمة السابقة:]
أ- هذه العناصر السبعة السالف ذكرها تمثل- عامة- العناصر الرئيسية، التى كان يتكرر ورودها فى كثير من تراجم مؤرخنا فى كتابيه.
ب- أن هناك عنصرا نادر الذكر فى التراجم، وهو «معتقد المترجم له»«٥» ؛ ولذلك آثرت عدم النص عليه فيما مضى.
ج- أن هذه العناصر تنطبق أكثر ما تنطبق على الأسماء «٦» ، دون «الكنى» ، و «النساء» ؛ لأن البابين الأخيرين تتسم تراجمهما- غالبا- بالاختصار الشديد، وندرة المعلومات، بخاصة ذلك الباب، الذي ابتدعه ابن يونس «باب النساء»«٧» .