عند دراسة «طريقة العرض التاريخى» لابن يونس، فيما بعد، سنرى أن السمة الغالبة على تراجم «تاريخ المصريين» هى حرص مؤرخنا على إيراد الأنساب المطوّلة للمترجمين، وذلك يتطلب- بالطبع- ثقافة عالية فى هذا المجال، ومصادر يرجع إليها ابن يونس؛ كى يعرض هذه الأنساب كاملة مضبوطة، بطريقة دقيقة صحيحة. والحق أن مؤرخنا لم يصرح لنا- فيما بقى من تراجم- بموارده التى استقى منها هذه الأنساب، لكنى- بعد الفحص الشامل- وقفت على طريقتين اثنتين، لعلهما من الطرق التى استمد بها ابن يونس مادته فى «الأنساب» ، وهما: الرجوع إلى مصادر هذا الشأن «١» ، وسؤال أهل العلم «٢» .
أعتقد أنه غنىّ عن البيان المطوّل أن نقول: إن الإحاطة بالأنساب، والمعرفة بوجوه ضبط الأعلام من العلوم المساعدة للمؤرخ، خاصة عندما يكتب فى مجال «التراجم» كمؤرخنا ابن يونس. ولعل المطالع بقايا كتاب «تاريخ المصريين» لمؤرخنا، يدرك براعته فى ذلك الشأن، فهو حريص على توضيح ما أشكل من ضبط بعض الأعلام، وذلك بالحروف؛ منعا للبس والشك «٣» ، ويقوم بضبط أسماء بعض بطون القبائل «٤» ، وأحيانا يعرّفنا بأصلها «٥» . ومن مظاهر ثقافته ومعرفته بالأنساب- أيضا- توضيحه ما أبهم من