رابعا، وأخيرا- منهجى فى تجميع بقايا كتابى «ابن يونس»
عرفنا فى عرضنا للنقاط الثلاث السابقة- من هذا المدخل المطوّل المهم- الكثير من المعلومات النظرية عن هذين الكتابين المفقودين. وأعتقد أنه قد آن الأوان للاستفادة من كافة ما مضى، وتوظيفه بدقة وحذر فى إعادة بناء هيكل هذين الكتابين، عن طريق تجميع ما تيسر لى من بقاياهما؛ حتى تتم دراسة هذه البقايا، واستخلاص منهج مؤرخنا على ضوئها فيما بعد.
ولا شك أن عمليات التجميع تلك جوبهت بعراقيل كثيرة، وعقبات متوالية، وصعوبات جمّة. وكان لابد- حتى نصل إلى غايتنا المرجوة- أن نضع لكل مشكلة حلا، وأن نذلل الصعوبات، ونتخطى العقبات، واحدة تلو الأخرى، وفق منهج محكم، يصل بنا- فى النهاية- إلى إعادة تشكيل الكتابين الضائعين، على نحو أقرب ما يكون من الصورة التى خلّفها عليها مؤرخنا «عليه رحمة الله» .
والآن، نعرض هذه الصّعوبات، ومنهجنا فى مواجهتها على الوجه الآتى:
[الصعوبة الأولى:]
غزارة وضخامة عدد التراجم المتبقية من كتابى مؤرخنا «خاصة تاريخ المصريين» ، وتوزعها، وتناثر وتمزق أشلائها- وأحيانا أشلاء الترجمة الواحدة- فى بطون المصادر المخطوطة والمطبوعة، وندرة وسطحية المعلومات الواردة داخل كثير من التراجم المتبقية.
[كيفية مواجهتها:]
أمكن مواجهة هذه الصعوبة، وتخطى تلك العقبة باتباع الخطوات الآتية:
أ- إجراء مسح شامل ودقيق، لأكبر قدر من المصادر المخطوطة، والمطبوعة «١» ،