فقال له بسر: ثكلتك أمك. والله، ما أردنا قتلك، فلم عرّضت نفسك للقتل؟! فقال: أقتل دون جارى، فعسى أعذر عند الله، وعند الناس. فضرب بسيفه حتى قتل، وقدّم بسر الغلامين، فذبحهما ذبحا. فخرجت نسوة من بنى كنانة، فقالت منهن قائلة:
يا هذا «١» ، هؤلاء «٢» الرجال قتلت، فعلام يقتل الولدان؟! والله، ما كانوا يقتلون فى جاهلية ولا إسلام. والله، إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الضّرع «٣» الصغير، والمدره «٤» الكبير، وبرفع الرحمة، وعقوق الأرحام لسلطان سوء. فقال لها بسر: والله، لهممت أن أضع فيكن السيف. فقالت له: تالله، إنها لأخت التى صنعت، وما أنا لها منك بآمنة. ثم قالت للنساء اللاتى حولها: ويحكنّ، تفرّقن. فقالت جويرية «أم الغلامين» امرأة عبيد الله بن العباس تبكيهما، وذكرت هذه الأبيات بعينها، أو نحوها «٥» .
[* ذكر من اسمه «بشر» :]
١٧٥- بشر بن عائذ الجنبىّ «٦» : مصرى، من مراد. يكنى أبا محمد «٧» .