من الراجح أن ابن يونس- كعادة المثقفين فى عصره- قرأ القرآن الكريم، وتلقى الحديث النبوى الشريف، وقدرا لا بأس به من الشعر والنثر العربى البليغ. ولا شك أن لذلك أثره الكبير فى تقويم لسانه، ودقة استخدام اللغة فى كتاباته. ولعله طالع شيئا من قواعد العربية، مما كتبه النحويون واللغويون فى أيامه، ولعل منهم النحوى المفسّر «ابن النحاس المصرى المتوفى سنة ٣٣٨ هـ»«٢» .
ومن الأمثلة الدالة على حسن فهم ابن يونس لمدلولات الألفاظ العربية، وحسن استخدامه لها فى موقعها الصحيح المناسب لها تماما، وتراثية هذه الألفاظ «الدالة على معرفته بمعاجم اللغة» إيراده الألفاظ الآتية: «مواحيز «٣» ، وعنفقة «٤» ، ودقة وعمق ربطه بين: طحطوطى، ولفظة الضّراط» «٥» .
وفى النهاية، أشير إلى وقوع ابن يونس فى مأخذ لغوى- لعله تحريف من النساخ- عندما قال عن أحد المترجم لهم:«يوثق فيه» . والصواب: يوثق به «٦» . وعلى كل، فسوف نزيد الحديث عن لغته توضيحا، ولكن على مستوى «أسلوب العرض التاريخى، وسماته، ومدى تلاؤمه مع مؤلّفيه وموضوعهما، وطبيعة تراجمه» ، وذلك من خلال الحديث عن «المنهج التاريخى» ، بإذن الله.