توجد العديد من النصوص التاريخية، التى تنسب إلى «يونس بن عبد الأعلى» ، وتتعلق بأخبار القضاء والقضاة بمصر. من ذلك:«ما ذكره عن تظاهر أستاذه ابن وهب بالجنون أخريات حياته سنة ١٩٧ هـ؛ كى يفر من تولى منصب القضاء بمصر «١» ، وكذلك انصراف «على بن معبد الرّقىّ، نزيل مصر» من عند المأمون سنة ٢١٧ هـ، بعد أن رفض ما عرضه عليه من قضاء مصر» «٢» . هذا فيما يتصل ببعض من عرض عليهم قضاة مصر، فأبوا المنصب.
وهناك مزيد من النصوص المتعلقة بعدد من قضاة مصر، منها:«ظروف وملابسات عزل القاضى إسماعيل بن اليسع الكندى الحنفى سنة ١٦٧ هـ «٣» ، وما ورد عن خلافات القاضى محمد بن مسروق الكندى (١٧٧- ١٨٤ هـ) مع أهل مصر وذمهم إياه؛ لتعاليه عليهم «٤» ، وما ذكر عن إدخاله النصارى- لأول مرة- المسجد؛ لفض خصوماتهم «٥» .
وهكذا، عرضت- فى إيجاز- لثقافة ومعارف «يونس بن عبد الأعلى» جد «المؤرخ المصرى ابن يونس الصدفىّ» . ولم يكن ذلك على سبيل الاستطراد، وإنما كان ذلك العرض؛ لأجل تلمس الصلات بين الجد والحفيد، ومدى تأثر مؤرخنا بهذا العالم الثقة الثبت. وقد اتضح لنا من خلال ما مضى ما يلى:
أ- أن يونس كان ملما بثقافات وعلوم العصر الذي عاش فيه، وإن غلبت عليه صفتا «المحدّث الفقيه» . وسيكون لثقافته الحديثية تأثير فى مؤرخنا «ابن يونس» .
ب- أن التاريخ كان يشكل أحد ملامح ثقافته، وأنه كان على معرفة وإلمام بتاريخ الإسلام والأنبياء بعامة، وبتاريخ القضاء فى مصر خاصة «٦» . ولعل مرد ذلك يرجع إلى