وأعنى بالوضوح والصراحة أن شخصية ابن يونس لا تعرف الالتواء، ولا الغموض، ولا تلبس الحق بالباطل، وإنما تدلف إلى الحقيقة من أخصر طريق، وأيسر سبيل.
وهاكم بعض الأمثلة على ذلك: إذا علم أن لبعض المترجمين روايات، لكنه لم يقف عليها، ولم يجدها، فإنه لا يستنكف عن التصريح بذلك فى مواقف عديدة، مثل قوله:«قد بلغنى أن له حديثا، وما وقعت له رواية عندى»«٢» . وقوله عن آخر:
«حدّث، ولم يقع إلىّ له رواية»«٣» .
وقوله عن ثالث، ورابع:«قيل: إنه روى عن ابن وهب. ولم يقع إلىّ من حديثه شىء»«٤» ، و «ما كتبت عنه شيئا»«٥» .
من المعلوم أن ابن يونس- وكما سنرى فى ملامح منهجه التاريخى- يغلب عليه الاهتمام بتراجم المحدّثين. وفى بعض الأحيان، تذكر مصادره مصرية بعض الشخصيات، لكنه- بعد البحث والتنقيب- لا يقف على أية مرويات حديثية لها فى تلك المصادر، ولا فى غيرها، عندئذ يصرح بذلك، فيقول:«ما علمت له رواية»«٦» ، و «لم أجد لهم عنه رواية»«٧» ، و «لم يقع إلىّ لهما عن أهل مصر حديث»«٨» ، و «لم يقع