وتحديدها تحديدا جغرافيا دقيقا «١» ، وبيان المكان الأصلى الذي ينسب إليه صاحب الترجمة «٢» . كان ذلك على مستوى تراجم المصريين، الذين نتوقع إدراك مؤرخنا أماكن إقامتهم بمصر إدراكا طيّبا؛ لأنهم بنو وطنه.
أعتقد أن مهمة ابن يونس فى تحديد بلدان المترجمين فى «تاريخ الغرباء» كانت أصعب منها فى «تاريخ المصريين» . ومع ذلك، فقد ألفيناه يولى هذا الأمر اهتمامه أيضا، فإنه بالرغم من خلو بعض بقايا تراجمه من ذكر بلدان المترجمين «٣» ، إلا أنه كان- أحيانا- يذكر أقاليم البعض الآخر «٤» ، ومكان مولدهم، والبلد الذي رجعوا إليه عند مغادرتهم مصر «٥» ، والبلد الأصلى للمترجم له، والمكان الذي تحول إليه وسكنه «٦» .
وكان- فى بعض الأحيان- يرصد تنقلات العلماء بين الأقاليم المختلفة، ويضمّنها تراجمه «٧» ، ويذكر الأقاليم التى استوطنوها بمصر عند رحيلهم إليها» .
وهكذا، كان مؤرخنا يحسن فهم الصلة الوثيقة بين «التاريخ، والجغرافية» ، وكان يعلم أن تراجمه لهؤلاء- مصريين، وغرباء- تكتمل معالمها، وتتضح صورتها بذكر مواطن إقامتهم فى مصر، مع التعريف ببلدانهم الأصلية.
٥- المكانة الاجتماعية:
نظرا لطبيعة تراجم كتابى «ابن يونس» المختصرة، فإننا لا نجد التوضيح الكافى، ولا