للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربعة مجلدات، لم ير أطول منها. وكان قد ابتدأ عمله فى عصر «العزيز» ، وأكمله فى عهد «الحاكم» «١» .

ب- كان علىّ- إلى جانب براعته العلمية والتنجيمية- له معرفة بالموسيقى، فكان يضرب على العود «٢» ، وكان له شعر كثير بارع حسن «٣» . ولا شك أنه كان ذا منزلة مرموقة فى دولة العبيديين فى مصر، وقبله أحد قضاتها «محمد بن النعمان» كأحد الشهود المعدّلين «٤» . هذا عن الجانب الجاد الإيجابى من شخصيته.

ج- ومن ناحية أخرى، فإن المصادر تتناقل وصف جانب هزلى سلبى فى شخصية علىّ، إذ تصفه بالبلاهة والغفلة «٥» ، والسحر والشعوذة، وأنه كانت له إصابات عجيبة تضل الجهلة «٦» . وتضيف المصادر أنه لبس- مرة- ثياب النساء، وضرب بالعود، وبخّر، وأخذ يرصد الزّهرة من فوق جبل المقطم «٧» . هذا هو الجانب الأول، الذي ركزت عليه المصادر. وأعتقد أن ما وصف به من هزل مبالغ فيه، ولا يتفق مع الحياة العلمية والمنجزات الرياضية والفلكية التى تمت على يديه «٨» . ولعل سنيّة المؤرخين الذين ترجموا له، وعداءهم للعبيديين، واصطدام التنجيم بالعقيدة الصحيحة، جعلهم يصفونه بهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>