معه بعض التلاميذ للرواية عن غيره، والاكتفاء بنسخ ومقابلة بعض كتب الحديث، التى يرويها «١» .
لم يكن تلاميذ يونس من خارج مصر قادمين من بلاد الأندلس فحسب، وإنما وفد غيرهم؛ للتلقى عليه من الأقاليم الإسلامية الأخرى. ومن هؤلاء: أبو زرعة الرازىّ (ت ٢٦٤ هـ) ، وأبو حاتم الرازى (ت ٢٧٧ هـ)«٢» وأبو بكر بن زياد النيسابورى، وأبو بكر ابن خزيمة، وأبو عوانة الإسفرايينى، ومسلم، والنسائى، وابن ماجه «٣» .
وهكذا، شغل علم الحديث عالمنا «يونس بن عبد الأعلى» ، ومثّل جانبا مهما من جوانب ثقافته، وبلغت مروياته منه كثرة وغزارة، بحيث اتسعت مروياته، واتصفت بالوثاقة، حتى تزاحم عليه طلاب العلم من داخل مصر وخارجها، يروون عنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويلاحظ أنه لم يؤثر عن يونس الارتحال عن بلده مصر «٤» ، لكنه عوّض ذلك- فيما يبدو- بالنقل عن علماء بلده وأعلامها، وأخذ وأعطى للمرتحلين وللوافدين عليها من الأقاليم الإسلامية الأخرى، وظل مرتبطا ببلده، مقيما بأرضها، حتى ضم