الترجمة لهم، ولا داعى للتواريخ التى حددها الحميدى، والتى حصر بها من نقل ابن يونس تراجمهم، بأنهم ممن مات قبل الثلاثمائة، وبعدها بمدة؛ لأننا سنرى أن بعضهم توفى قديما (قبل ٣٠٠ هـ بكثير) ، وبعضهم توفى «بعد الثلاثمائة بفترة ليست قليلة» .
وكان على الحميدى مراجعة تراجم الأندلسيين- فى «تاريخ الغرباء» - المأخوذة عن الخشنى، وتدقيق النظر فى تواريخ وفياتهم قبل أن يطلق ما أطلق من قول، وكان على «ياقوت» أن يتثبت، ويدقق قبل ترديد قول الحميدى.
د- وأخيرا، بالنسبة للصيغة التى استخدمها ابن يونس فى النقل عن كتاب «الخشنى» ، فإنه- فى ضوء ما جمعته من نصوص- تبين لى أن مؤرخنا نقل عن الخشنى فى «تاريخ الغرباء» أربع عشرة رواية، منها اثنتا عشرة رواية، استخدم فيها الصيغ التالية:
١- ٥ روايات استخدم فيها صيغة:«ذكره الخشنى»«١» .
٢- ٤ روايات استخدم فيها صيغة:«ذكره الخشنى فى كتابه»«٢» .
٣- رواية فى باب «الزاى» استخدم فيها صيغة: «ذكره محمد بن حارث»«٣» . وهذا يعنى أن الحميدى- ومن بعده تابعه ياقوت- لم يكن دقيقا، عندما حدّد المواضع التى صرح فيها مؤرخنا باسم «الخشنى» بموضعين اثنين، لم يكن من بينهما باب «الزاى» ؛ مما يدل على أنها أكثر من ذلك «٤» .
٤- رواية وردت فى باب «السين» استخدم فيها صيغة: «ذكره محمد بن حارث الخشنى»«٥» . وهذا لعله هو الموضع الذي حدده الحميدى فى ذلك الباب.