٤- الترجيح: كان مؤرخنا «ابن يونس» حريصا فى عدد غير قليل من التراجم على ذكر مختلف الروايات الواردة فى موضوع ما، تعدد فيه الآراء. وكانت لديه مقدرة على الترجيح والاختيار لما يراه صحيحا منها. ومن نماذج ذلك: ترجيحه إحدى روايات الإسناد «١» ، وإحدى روايات النسب «٢» . وقدرته على انتقاء تاريخ الوفاة الراجح من بين تواريخ متعددة، ذكرها يحيى بن عثمان بن صالح «٣» ، وغيره «٤» . وترجيحه ضبط إحدى الكنى الواردة بخصوص أحد المترجمين «٥» . وقد يأتى مؤرخنا بأكثر من رواية عن مكان وزمان وفاة أحد المترجمين، ثم يذكر- بعد ذلك- رأيا آخر، يبدو أنه هو الرأى الراجح لديه «٦» .
٥- التدليل: وهذه مقدرة تمتع بها ابن يونس فى قليل من المواضع، فيها كان يذكر المعلومة، ثم يأتى بالدليل على صحتها، كما ورد فى إحدى التراجم، لما قال: كان شفىّ عالما حكيما، ثم أردف ذلك برواية مسندة، تشهد بصدق الوصف المتقدم «٧» . وكذلك ما وصف به أحد المترجمين من زعارة الخلق، والمماطلة فى إعارة الكتب، ثم أتبع ذلك