وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر إلى المقوقس. وشهد فتح مصر، واختطّ بها. وكان ولده يأخذون العطاء فى بنى عدىّ بن كعب، حتى نقلهم أمير مصر فى زمن «يزيد بن عبد الملك» إلى ديوان قضاعة. وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب ابن علقمة بن كعب بن عدىّ.
وله بمصر حديث من طريق إبراهيم بن أبى داود البرلسىّ، أنه قرأ فى كتاب «عمرو ابن الحارث» بخطه، حدثنى يزيد بن أبى حبيب، أن ناعما «١» حدّثه، عن كعب بن عدى، قال: كان أبى أسقفّ الحيرة. فلما بعث محمد، قال: هل لكم أن يذهب نفر منكم إلى هذا الرجل، فتسمعوا من قوله؛ لا يموت غدا، فتقولوا: لو أنّا سمعنا من قوله، وقد كان على حق؟ فاختاروا أربعة فبعثوهم، فقلت لأبى: أنا أنطلق معهم.
قال: وما تصنع؟! قلت: أنظر.
فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا نجلس إليه، إذا صلّى الصبح، فنسمع كلامه والقرآن، ولا ينكرنا أحد. فلم نلبث إلا يسيرا حتى مات، فقال الأربعة: لو كان أمره حقا، لم يمت. انطلقوا. فقلت: كما أنتم، حتى تعلموا من يقوم مكانه، فينقطع هذا الأمر أم يتم؟ فذهبوا، ومكثت أنا لا مسلما، ولا نصرانيا. فلما بعث أبو بكر جيشا إلى اليمامة، ذهبت معهم. فلما فرغوا، مررت براهب ... «٢» فوقع فى قلبى الإيمان، فآمنت حينئذ، فمررت على الحيرة، فعيّرونى، فقدمت على عمر- وقد مات أبو بكر- فبعثنى إلى المقوقس، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك، ولم أعلم بها. فقال لى: