وابتدأ بنيانه سنة اثنتين وتسعين، وجعل على بنائه (يحيى بن حنظلة) مولى قريش، فأقام فى بنائه سنتين. وقيل: إن الناس كانوا يجمّعون الجمعة فى قيساريّة العسل، حتى فرغ من بنائه. وقيل: إن قرة بن شريك كان إذا انصرف الصنّاع من بناء المسجد، دخل المسجد، ودعا بالخمر والطّبل والمزمار، فشرب، ويقول: لنا الليل، ولهم النهار. وكان قرة بن شريك من أظلم خلق الله، وهمّت الإباضية بقتله والفتك به، وتبايعوا على ذلك، فبلغه ذلك، فقتلهم «١» .
وكان الوليد بن عبد الملك ولّى قرة بن شريك وعزل عنها أخاه عبد الله بن عبد الملك فقال رجل من أهل مصر شعرا، وكتب به إلى «الوليد بن عبد الملك» :
عجبا ما عجبت حين أتانا ... أن قد امّرت قرّة بن شريك
وعزلت الفتى المبارك عنا ... ثم فيّلت «٢» فيه رأى أبيك «٣»
حدثنى أحمد»
بن يونس بن عبد الأعلى، وكهمس بن معمر، وعيسى بن أحمد الصدفى، وغيرهم، قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن «٥» عبد الله بن