والسنة المُطهرة التي هي الحِكمة المُنزلة من الرّب جلّ وعلا، من أطاع صاحبها ﵊ دخل الجنّة، ومن عصاه فقد أبي؛ من تمسك بها نجا، ومن تركها ضل وغوى.
أسعدُ الناس بها، وأعظمهم أجرًا، وأرفعهم قدرًا من كان عنها منافحًا، ولصدِّ ما قد أُدخل فيها باع نفسه لله وتَجرَّدا.
نصرةً للدّين واحتسابًا، وطمعًا فيما أعدّه الله تعالى لعبَّاده المتقين نُزلًا ومآبًا ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: ١٨٧].
فلكلِّ ما قد ذُكر قام الأئمةُ الأجلاءُ الفحولُ الأقوياءُ في وجه المبطلين، فصنّفوا في ذلك مصنفات عدة؛ بيّنُوا فيها أحوال رواة أحاديث المصطفى، -لا يخافون في الله لومة لائم- فعدَّلوا خلقًا وجرَّحوا أُممًا.
نصرةً لدينِ ربِّ العَالمَينَ، وحمايةً لسُنَّة سيِّد المرسلِينَ، حتى صَفِي الكثير ولم يبق إلا النزر اليسير، فلم يحابُوا في دِينهِم ابنًا، ولا أخًا، بل ولا أبًا، فضلًا عمن بَعُدَ نسبا.
جرَّد الأئمةُ في ذلك الأقلامَ، -فضلًا عن اللسان-، فوقعتْ لهم مُصنفات -على فنونٍ متعددةٍ-، منها:
* ما كان كلامُهم فيها على الرّواة مجردًا.
* وأخرى اقتصر مصنفُوها على ترجمة رواة أسانيد كُتبِ مشتهرة.
* ومنها من اشتغل فيها مصنفوها بطبقة شيوخِ أحدِ الأعلام النّبلاء.