قال الحافظُ ابن حجر ﵀ في "نزهة النظر"(ص: ١٩٩): (ومن المُهم في هذا الفنّ معرفةُ الأسماء المُجرّدة، وقد جمعها جماعةٌ من الأئمة، فمنهم من جمعها بغير قيد … ، ومنهم من أفرد الثقات بالذكر … ، ومنهم من أفرد المجروْحين … ، ومنهم من تقيّد بكتاب مخصوص، … ).
فنظرًا لهذا وذاكَ، بدأتُ العمل مستعينًا بالله جلّ وعلا بترجمةِ رواةِ أسانيدِ الأحاديثِ والأثارِ من كتابٍ عظيمٍ، جليلٍ مفيدٍ، يُعدُّ مرجعٌ من مراجعِ السنة الكبارِ، يَنقُلُ منهُ المحدِّث والخبري، والفقيهُ العالي، كتابٍ فيه كلّ عزيزٍ وفريدٍ.
مُقتفيًا في تأليفي هذا آثار من سَلَفَ، غير مبتدعِ بدعةً لم يعرفها من قَدِم، بل بحذْوِهم احتذيْتُ، وقد (فعلناهُ لما رَجوْنا فيه من منفعةِ النَّاس، لأنّا وجدنا غير واحدٍ من الأئمةِ تكلّفُوا من التّصنيف ما لم يُسبقُوا إليه، منْهم هشام بن حسان، وعَبد الملك بن عَبد العزيز بن جُريج، وسعيد بن أبي عروبة، ومالك بن أنس، وعَبد الله بن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ووكيع بن الجراح، وغيرهم من أهل العلم والفضل، صنفُوا فجعل الله في ذلك منفعة كثيرة فنرجُوا لهم بذلك الثواب الجزيل عند الله لما نفع اللهُ به المسلمين، فبهم القُدوة فيما صنفُوا.
وقد عاب بعضُ من لا يفهم على أهل الحديثِ الكلام في الرّجال، وقد وَجَدْنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرّجال؛ منهم الحسن البصري، وطاووس تكلما في معْبد الجهني، وتكلم سعيد بن جبير في طَلْقِ بن