للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حبيب، وتكلم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي في الحارث الأعور، وهكذا روي عن أيوب السختياني، وعَبد الله بن عون، وسليمان التيمي، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وعَبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وعَبد الرّحمن بن مهدي، وغيرهم من أهل العلم أنهم تكلموا في الرّجال، وضعفوا؛ وإنما حملهم على ذلك عندنا -والله أعلم- النّصيحة للمسلمين لا ظَنًا بهم أنهم أرادوا الطّعن على الناس، أو الغيبة، إنّما أرادُوا عندنا أن يُبينُوا ضِعْفَ هؤلاء لكي يُعْرَفُوا، لأن بعضهم من الذين ضُعِفُوا كان صاحب بدعة، وبعضهم كان متهمًا في الحديث، وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطأ، فأراد هؤلاء الأئمة أن يُبيّنُوا أحوالَهم شفقةً على الدَّين وتثبيتًا، لأن الشّهادة في الدّين أحقُّ أن يُتثَبّتَ فيها من الشّهادة في الحُقوق والأموال … ) (١).

قال مقيده عفا الله عنه: استُنكِارَ الكلامُ في ذَا البابِ على أهلِهِ حَاصلٌ من بعض الأولين، وما أشدَّ استنكارهِ اليومَ مِن أَغْلَبِ المتأخِرِينَ.

فلغُربَةِ الحَديثِ وأهلِهِ بينَ أوْساطِ كثيرٍ مِنَ العَالَمِينَ، فَقَدْ أَسْمَيْتُهُ بِـ:

تُحفةُ الْغَرِيبِ بتراجمِ رِجَالِ مُعجمَيّ الطَّبرانيَّ الَأوْسَطِ وَالصَّغِيرِ مِمَّنْ ليْسَ فِي التَّهْذِيبِ


(١) "علل الترمذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>