للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الخندق وضيعوا العورة عطف أبو مسلم على نصيبين ركضاً فغلب على الخندق وصار في يده جميع ما فيه وأقبل عبد الله حتّى نزل على اربع فراسخ من نصيبين في موضع ليس فيه ماء إلا ماء الآبار فبسط الأمان للناس وبذل الأموال ثم لم يمكن عبد الله المقام فهرب ليلاً واستولى أبو مسلم على خزائنه وأمواله [F؟ ٢١٤ V؟] وما كان احتواه من نهب بني أمية وكنوز الشام ثم أسر عبد الله بن علي وحمل إلى أبي جعفر فخلده الحبس إلى أن مات وأقام أبو مسلم بنصيبين واستقامت له أمور الشام وسرح أبو جعفر أمناء على الأفياض والخزائن وبعث يقطين بن موسى وأمره بإحصاء ما في العسكر فغضب أبو مسلم وشتم أبا جعفر وقال أمناء على الدماء خونة على الأموال وأقبل من الجزيرة مجمعاً على الخلاف معارضاً بخراسان وخرج أبو جعفر من الأنبار إلى المدائن وكتب إلى [أبي] مسلم بالمصير فكتب إليه أبو مسلم أما بعد فإنه لم يبق لأمير المؤمنين عدو إلا أمكنه الله منه وقد كنا نروي عن ملوك ساسان أن أخوف ما تكون الوزراء إذا سكنت الدهماء فنحن نافرون من قربك حريصون على الوفاء بعهدك ما وفيت حريون بالسمع والطاعة غير أنهما من بعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>