(٣٣٩) وفي صحيح البخاري عن أبي أمامة الباهلي قال وقد رأى سِكةً -وهي الحديدة التي تحرث بها الأرض- وشيئًا من آلة الحرث فقال سمعت رسول الله ﷺ يقول:«لا يدخل هذا بيت قوم إلا دخله الذل» قيل: إن الذل هنا ما يلزم أهل الشغل بالحرث من حقوق الأرض التي يطالبهم بها الأئمة والسلاطين وقال المهلب: معنى قوله في هذا الحديث والله أعلم: الحض على معالي الأحوال وطلب الرزق من أشرف الصناعات وذلك لما خشي النبي ﷺ على أمته من الاشتغال بالحرث وتضييع ركوب الخيل والجهاد في سبيل الله لأنهم إن اشتغلوا بالحرث غلبتهم. الأمم الراكبة للخيل المتعيشة من مكاسبها فحضهم على التعيش من الجهاد لا من الخلود إلى عمارة الأرض ولزوم المهنة ألا ترى أن عمر قال: تمعدووا واخشوشنوا واقطعوا الركب وثبوا على الخيل وثبًا لا تغلبنكم عليها رعاة الإبل فأمرهم بملازمة الخيل ورياضة أبدانهم بالوثوب عليها. [٤/ ٣٨]
(٣٤٠) قال العلماء: ذكر الله تعالى أربعة أصناف من المال كل نوع من المال يتمول به صنف من الناس أما الذهب والفضة فيتمول بها التجار وأما الخيل المسومة فيتمول بها الملوك وأما الأنعام فيتمول بها أهل البوادي وأما الحرث فيتمول بها أهل الرساتيق- السواد والقرى- فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتمول فأما النساء والبنون ففتنة للجميع. [٤/ ٣٨]