للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هو أمر بمعنى الخبر أي إنهم سيضحكون قليلًا ويبكون كثيرًا ﴿جَزَاءً﴾ مفعول من أجله أي للجزاء.

من الناس من كان لا يضحك اهتمامًا بنفسه وفساد حاله في اعتقاده من شدة الخوف وإن كان عبدًا صالحًا قال : «والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا … » الحديث.

وكان الحسن البصري ممن غلب عليه الحزن فكان لا يضحك وكان ابن سيرين يضحك ويحتج على الحسن ويقول الله أضحك وأبكى وكان الصحابة يضحكون إلا أن الإكثار منه وملازمته حتى يغلب على صاحبه مذموم وهو من فعل السفهاء والبطالة وفي الخبر «أن كثرته تميت القلب» وأما البكاء من خوف الله وعذابه وشدة عقابه فمحمود. [٨/ ١٩٨].

(٦٤٦) من قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ﴾ [التوبة: ٩٠].

المعذرون بالتشديد فيه قولان: أحدهما: أنه يكون المحقّ فهو في المعنى المعتذر لأن له عذرًا والقول الآخر أن المعذّر قد يكون غير محق وهو الذي يعتذر ولا عذر له وكان ابن عباس يقول: «لعن الله المعذِّرين» كأن الأمر عنده أن المعذر بالتشديد هو المظهر للعذر اعتلالًا من غير حقيقة له في العذر … سياق الكلام يدل على أنهم مذمومون لا عذر لهم، قال: لأنهم جاءوا ليؤذن لهم ولو كانوا من الضعفاء والمرضى والذين لا يجدون ما ينفقون لم يحتاجوا أن يستأذنوا. [٨/ ٢٠٥] بتصرف.

<<  <   >  >>