للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٦٥٠) من قوله تعالى: ﴿وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ [التوبة: ٩٢].

في قوله تعالى: ﴿وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ ما يستدل به على قرائن الأحوال ثم منها ما يفيد العلم الضروري ومنها ما يحتمل الترديد:

فالأول: كمن يمر على دار قد علا فيها النعي وخمشت الخدود وحلقت الشعور وسُلِقت الأصوات وخرقت الجيوب ونادوا على صاحب الدار بالثبور فيعلم أنه قد مات.

وأما الثاني: فكدموع الأيتام على أبواب الحكام قال الله تعالى مخبرًا عن إخوة يوسف :: ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (١٦)[يوسف: ١٦] وهم الكاذبون، قال الله تعالى مخبرًا عنهم: ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] ومع هذا فإنها قرائن يستدل بها في الغالب فتبنى عليها الشهادات بناء على ظواهر الأحوال وغالبها وقال الشاعر:

إذا اشتبكت دموع في خدود … تبين من بكى ممن تباكى

[٨/ ٢١٠]

(٦٥١) من قوله تعالى: ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا﴾ [التوبة: ٩٧].

لما ذكر تعالى أحوال المنافقين بالمدينة ذكر من كان خارجًا منها ونائياً عنها من الأعراب فقال كفرهم أشد. قال قتادة: لأنهم أبعد عن معرفة السنن وقيل لأنهم أقسى قلبًا وأجفى قولًا وأغلظ طبعًا وأبعد عن سماع التنزيل. [٨/ ٢١٢ - ٢١٤] بتصرف

<<  <   >  >>