والفرث: الزبل الذي ينزل إلى الكرش فإذا خرج لم يُسم فرثاً، يقال: أفرثت الكرش إذا أخرجت ما فيها والمعنى أن الطعام يكون منه ما في الكرش ويكون منه الدم ثم يخلص اللبن من الدم فأعلم الله سبحانه أن هذا اللبن يخرج من بين ذلك وبين الدم في العروق. وقال ابن عباس: إن الدابة تأكل العلف فإذا استقر في كرشها طبخته فكان أسفله فرثاً وأوسطه لبنًا وأعلاه دمًا. والكبد مسلط على هذه الأصناف فتقسم الدم وتميزه وتجريه في العروق وتجري اللبن في الضرع ويبقى الفرث كما هو في الكرش … ﴿خَالِصًا﴾ يريد من حمرة الدم وقذارة الفرث وقد جمعها وعاء واحد. [١٠/ ١١٠]
(٧٤٩) من قوله تعالى: ﴿سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (٦٦)﴾ [النحل: ٦٦].
أي لذيذًا هَيّناً لا يغص به من شربه وروي أن اللبن لم يشرق به أحد قط وفي هذه الآية دليل على استعمال الحلاوة والأطعمة اللذيذة وتناولها ولا يقال إن ذلك يناقض الزهد أو يباعده لكن إذا كان من وجهه ومن غير سرف ولا إكثار وفي الصحيح عن أنس قال: لقد سقيت رسول الله ﷺ بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ واللبن والماء.
وقد كره بعض القراء أكل الفالوذج واللبن من الطعام وأباحه عامة العلماء وروي عن الحسن أنه كان على مائدة ومعه مالك بن دينار فأتى بفالوذج فامتنع عن أكله فقال له الحسن: كل! فإن عليك في الماء البارد أكثر من هذا. [١٠/ ١١٢، ١١٣]