وقالت فرقة: بل كانت في جميع الحيوان وإنما ذكر الطير لأنه كان جندًا من جند سليمان يحتاجه في التظليل عن الشمس وفي البعث في الأمور فخص بالذكر لكثرة مداخلته ولأن أمر سائر الحيوان نادر وغير متردد ترداد أمر الطير.
وقال أبو جعفر النحاس: والمنطق قد يقع لما يفهم بغير كلام والله جل وعز أعلم بما أراد، وقال ابن العربي: من قال إنه لا يعلم إلا منطق الطير فنقصان عظيم وقد اتفق الناس على أنه كان يفهم كلام من لا يتكلم ويخلق له فيه القول من النبات فكان كل نبت يقول: أنا شجر كذا أنفع من كذا وأضر من كذا فما ظنك بالحيوان. [١٣/ ١٥١]
﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧)﴾ معناه: يرد أولهم إلى آخرهم وَيُكَفّون.
وقيل: هو من التوزيع بمعنى التفريق. [١٣/ ١٥٢]
(٩٩٨) ذكر ابن القاسم قال حدثنا مالك أن عثمان بن عفان ﵁ كان يقول: ما يزع الإمام أكثر مما يزع القرآن؟ أي من الناس قال ابن القاسم: قلت لمالك: ما يزع؟ قال يكف قال القاضي أبو بكر بن العربي: وقد جهل قوم المراد بهذا الكلام، فظنوا أن المعنى فيه أن قدرة السلطان تردع الناس أكثر مما تردعهم حدود القرآن وهذا جهل بالله وحكمته. قال: فإن الله ما وضع الحدود إلا مصلحة عامة كافة قائمة لقوام الخلق لا زيادة عليها