للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسمون الجملة من الألفاظ كلمة كقول الله تعالى (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) [الزخرف ٢٨] والكلمة هي قوله لأبيه وقومه (إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين) وهي لا إله إلا الله، وقول النبي: أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل اه [خ ٣٥٥٣] وقول عبد الله بن مسعود: قال النبي كلمة وقلت أخرى، قال النبي : من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار، وقلت أنا: من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة اه [خ ٤١٣٧] فالعبرة بمجموع الكلمة لا باللفظ وحده.

وقد تمادى بقوم أن قالوا في مثل خبر أم عطية "ولم يعزم علينا" أنه فهمها والأصل أن نحمله على التحريم، ولم يقنعوا بالقرينة التي لا يمكن أن تنقل وشهدتها أم عطية!

نعم قال الله تعالى شأنه (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) [النور ٦٣] وقال (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [الأحزاب ٣٦] فإذا سمع المؤمن كلمة تدل على الوجوب أو التحريم لم يختر، وليس المعنى أنه حُكم اللفظ وحده دون سياقه.

كذلك قول النبي : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة اه [خ ٨٤٧] أي لأمرتهم أمر وجوب، فلقد كان يأمر به كما في صحيح ابن حبان [١٠٧٠] من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب ﷿ اه وقال ابن أبي شيبة [١٨٠٤] حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قال: لقد كنا نؤمر بالسواك حتى ظننا أنه سينزل فيه اه تابعه شعبة عن أبي إسحاق [الطيالسي ٢٧٣٩] وقال ابن أبي شيبة [١٨٠٨] حدثنا عبيدة بن حميد قال حدثنا الأعمش عن عبد الله بن يسار عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بعض أصحاب النبي رفعه قال: لولا

<<  <   >  >>