في القرآن مطلقا كذلك في آيات كثيرة، والتكرار في معنى النص كما قالوا.
- الثالث عشر: قول الله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)[الأنعام ١٥٣] السبل البدع المحدثة التي يُزعم أنها كالسبيل في إمكان الوصول إلى الله، وهذا عموم في كل السبل سوى سبيل الله ورسوله ﷺ. قال عبد الله الدارمي [٢٠٢] أخبرنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله ﷺ يوما خطا ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) إسناد جيد. لذلك روي عن مجاهد أن "السبل" هي البدع (١)، وهو بين لا يحتاج إلى إسناد. واتباع السبل دال على العمل بالتضمن أي اتخاذ أعمالٍ أسبابا للسلوك ليست من سبيله، وعلى الاعتقاد بالالتزام لأن عقد القلب أصل الأعمال. فهي سبل عملية وسبل عقدية. وقوله (عن سبيله) معرف بالإضافة، فهي سبيل واحدة معروفة عند الصحابة، وما ليس معروفا عندهم ليس من سبيله وهي البدع. لذلك تقدم عن سعيد بن جبير أنه قال: ما لم يعرف البدريون فليس من الدين اه فهذا عموم آخر مطلق من غير قيد يدل على أن كل ما ليس من سبيله يضل عنه، وهو معنى بيان النبي ﷺ:"كل بدعة ضلالة".
- الرابع عشر: قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)[المائدة ٣٥]"الوسيلة" معرفة، فهي الوسيلة المعهودة المعروفة في سنة النبي ﷺ وعمل أصحابه الذي كانوا يتوسلون به. فما لم يكن وسيلة لمرضاة الرب عندهم فليس من "الوسيلة"، وإن أدخل فيها بالتأويل. فالمحدثات إذًا لا تصلح قربات.
- الخامس عشر: قول الله تعالى لنبيه (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا)[هود ١١٢] فاستقاموا كما أمروا، فما ليس من عملهم ليس من الاستقامة التي أُمر بها
(١) - الدارمي ٢٠٣ والطبري في جامع البيان ١٤١٦٣ و ١٤١٧٠.