للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من تلاميذه: إسحاق بن راهويه، والإمام أحمد بن حنبل، وأثنى عليه خيرا، وجماعة سواه.

وأبو حمّة محمد بن يوسف بن محمد بن أسوار بن سيّار بن أسلم الزبيدي، كنيته أبو يوسف وأبو حمّة كاللقب له.

من شيوخه: أبو قبّرة موسى بن طارق الزبيدي، حدث عنه بكتاب السنن له.

من تلاميذه: المفضل بن محمد الجندي، وموسى بن عيسى الزبيدي،

ومحمد بن سعيد بن حجاج الزبيدي.

قلت ذكر ياقوت رحمه الله قصة ظريفة أذكرها ولها علاقة بزبيد، قال رحمه الله: وكان المأمون قد أتي بقوم من ولد زياد بن أبيه، وقوم من ولد هشام، وفيهم رجل من بني تغلب يقال له: محمد بن هارون فسألهم عن نسبهم فأخبروه وسأل التغلبي عن نسبه فقال: أنا محمد بن هارون، فبكى وقال: ما لي بمحمد بن هارون! ثمّ قال: أما التغلبي فيطلق كرامة لاسمه واسم أبيه، وأمّا الأمويون والزياديون فيقتلون، فقال ابن زياد: ما أكذب الناس يا أمير المؤمنين! إنّهم يزعمون أنّك حليم كثير العفو متورّع عن الدماء بغير حقّ، فإن كنت تقتلنا عن ذنوبنا فإنّا والله لم نخرج أبدا عن طاعة، ولم نفارق في تبعيد الجماعة، وإن كنت تقتلنا عن جنايات بني أميّة فيكم فالله تعالى يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (١) قال: فاستحسن المأمون كلامه وعفا عنهم جميعا، وكانوا أكثر من مائة رجل، ثمّ أضافهم الحسن بن سهل، فلمّا بويع إبراهيم بن المهدي في سنة (٢٠٢) ورد في كتاب عامل اليمن خروج الأعاشر بتهامة عن الطاعة، فأثنى الحسن بن سهل على الزيادي، وكان اسمه محمد بن زياد، وعلى المرواني والتغلبي عند المأمون وأنّهم من أعيان الرجال، فأشار إلى إرسالهم إلى اليمن فسيّر ابن زياد أميرا وابن هشام وزيرا والتغلبي قاضيا، فمن ولد محمد بن هارون التغلبي من قضاة زبيد بنو أبي عقامة، ولم يزالوا يتوارثون ذلك حتى أزالهم ابن مهدي حين أزال دولة الحبشة وحجّ الزيادي سنة ثلاث ومائتين ومضى إلى اليمن وفتح تهامة واختط زبيد في سنة (٢٠٤).


(١) من الآية (١٦٤) من سورة الأنعام، ومن الإسراء (١٥) من فاطر (١٨).

<<  <   >  >>