للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدث عن أبي محمد الشنتجالي، وأبي عمر الطلمنكي إجازة، وغيرهما.

كان غاية في الضبط، والتقييد والإتقان، والمعرفة بالنسب والأدب، وله تنبيهات وردود على كبار أهل التصانيف التاريخية والأدبية، يقضي ناظرها العجب، تنبئ عن مطالعته وحفظه وإتقانه، وناهيك من حسن كتابه في تهذيب الكنى لمسلم، الذي سمّاه "عكس الرتبة" ومن تنبيهاته على أبي نصر الكلاباذي، ومؤتلف الدارقطني، ومشاهد ابن هشام، وغيرها، ولكنه اتّهم برأي المعتزلة (١) وظهر له تأليف في القدر والقرآن وغير ذلك من أقاويلهم (٢) وزهد فيه الناس، وترك الحديث عنه جماعة من كبار مشايخ الأندلس.

وكان الفقيه أبو بكر بن سفيان بن العاصم قد أخذ عنه، وكان ينفي عنه الرأي الذي زنّ به، والكتاب الذي نسب إليه، وقد ظهر الكتاب وأخبر الثقة أنه رواه عليه، سماع ثقة من أصحابه، وخطه عليه.

لقيه القاضي أبو علي ببلنسية واستجازه ولم يسمع منه، وقال: لم يعجبني سمته، ولا يعلم أن القاضي حدث عنه بشيء أكثر من أنه ذكر أنه استجازه روايته، ودخل العدوّ بلنسية وهو بها فالتزم قضاء المسلمين بها تلك المدة، ثم خرج إلى دانية ومات بها، فيما قيل، سنة (٤٨٨) (٣).

(٢٠٢٣) النسبة: الولاستجردي، نبة إلى وَلاسْتَجِرْد: السين مهملة، وتاء مثناة من فوقها، وجيم مكسورة: من نواحي همذان.

[والمنسوب: أبو عمر عبد الواحد بن محمد، كان مقيما بقصر كنكور، ولد في سنة (٤٤٠) بولاستجرد من أعمال همذان، وكان والده من أصبهان.]

رحل إلى بغداد لطلب الحديث.

من شيوخه: كتب بخطه أزيد من مائة جزء عن ابن المسلم، وجابر بن ياسين، وأبي بكر بن الخطيب، وابن المهندس، وابن المنقور، وعلق على أبي إسحاق


(١) قدمنا الكلام عن المعتزلة عند النسبة (٧١٢).
(٢) هذه قاصمة الظهر.
(٣) معجم البلدان ٥/ ٣٨١.

<<  <   >  >>