للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي مدينة مشهورة سكنها خلق من الزهاد والعلماء، وكان من أهلها جماعة من الأئمة، كانت من ثغور المسلمين، وهي مشرفة على بحر الشام الأبيض المتوسط، داخلة في البحر مثل الكف على الساعد، يحيط بها البحر من جميع جوانبها إلّا الرابع الذي منه شروع بابها، نسب إليها طائفة من العلماء.

والمنسوب: أبو عبد الله محمد بن عليّ بن عبد الله الصوري.

الحافظ سمع الحديث على كبر سنّ حتى صار رأسا، وانتقل إلى بغداد سنة (٤١٨) بعد أن طاف البلاد ما بين مصر وأكثر تلك النواحي، وكتب عمّن بها من العلماء والمحدثين والشعراء.

من شيوخه: عبد الغني بن سعيد المصري، وأبو الحسن بن جميع، وأبو عبد الله بن أبي كامل.

كان حافظا متقنا، خيّرا ديّنا، يسرد الصوم ولا يفطر غير العيدين وأيام التشريق.

من تلاميذه: أبو بكر الحافظ الخطيب، والقاضي أبو عبد الله الدامغاني، وغيرهما.

وزعم بعض العلماء أنه لما مات الصوري مضى الخطيب واشترى كتبه من بنت له، فإن أجمع تصانيف الخطيب منها، ما عدا التاريخ فإنّه من تصنيف الخطيب.

قالوا: وكان يذاكر بمائتي ألف حديث، قال غيث: سمعت جماعة يقولون ما رأينا أحفظ منه، وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة (٤٤١) (١).

(١٣٧٧) النسبة: صَهْرَجْت: قريتان بمصر متاخمتان لمنية غمر شمالي القاهرة، على شعبة النيل، بينها وبين بنها ثمانية أميال، والمصريون اليوم يقولون: ميت غمر.

والمنسوب: أبو الفرج محمد بن الحسن البغدادي، من فقهاء الشيعة، له كتاب سمّاه قبس المصباح، لعلّه اختصره من مصباح المتهجد للطوسي، وله شعر وأدب، ذكره الشيخي في تاريخه، ومن شعره:

قم يا غلام إلى المدام فسقّني ... وأخفف على النّدمان كلّ عقار

أوما ترى وجه الرّبيع ونوره ... يزهو على الأنوار بالنّوار


(١) معجم البلدان ٣/ ٤٣٣، ٤٣٦، قلت: هكذا الرافضة لا يخافون الله في سر ولا علن.

<<  <   >  >>