(٢) إذا عدنا إلى مسمى " الروافض " نجد أن من أطلق هذا الاسم هو الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - وكان من أمره أن خرج على هشام بن عبدالملك، وكان من أتباع زيد من يطعن على أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، فمنعهم زيد من ذلك فرفضوا اتباعه ما دام يتولى أبا بكر وعمر رضي الله عنمها، فقال رفضتموني؟ ، قالوا: نعم، وفارقوه ولم يبق معه إلا مائتا رجل، فلزم هذا المسمى أولئك المفارقين، المارقين عن منهج زيد وآبابئه في شأن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأصبح الروافض فرقا رصدتها ومناهجها كتب العقائد والأديان والفرق. أما الزيدية فهم ثلاث فرق: الفرقة الأولى الجارودية: يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وهم أتباع أبي الجارود زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم. والفرقة الثانية: الكيسانية، أتباع سليمان بن جرير بن كيسان، ومعتقدهم معتقد الجارودية في سب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويكفرون عثمان - رضي الله عنه -.
والفرقة الثلثة الإمامية: وهم فرق كثيرة، ومنهم من يعتقد أن عليا - رضي الله عنه - لم يقتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، ويقولون: المقتول رجل صُوِّر في صورة علي - رضي الله عنه -، وعلي - رضي الله عنه - صعد الى السماء، ويزعمون أن الرعد صوته، والبرق سوطه، أو تبسمه، وأنه سينزل وينتقم من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وهم إذا سمعوا صوت الرعد قالوا عليك السلام يا أمير المؤمنين. (٣) أما هذا الشيخ فلا نعلم من أي الفرق هو، ولكن قضية خروجه للتبرك به فإن كان التبرك بدعائه لهم، لكونه رجل على السنن الصحيح منهج آل البيت - رضي الله عنهم - ولرجاء قبول دعائه لهم لذلك، ولكونه من آل البيت فذاك حسن، أما إذا كان الشيخ على غير منهج آل البيت، شأنه شأن الفرق الأخر فأنى لهم التبرك، وأمره إلى الله، ولعله من الزيدية الذين يفضلون عليا - رضي الله عنه - على جميع الصحابة، ولا يطنون في أبي بكر وعمر وعثمان، ويرون جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل، وهذا معتقد الإمام زيد رحمه الله، فهؤلاء هم أقرب الفرق إلى أهل السنة، ولو سبوا معاوية - رضي الله عنه - لخطئه في قتال علي - رضي الله عنه -، بل منهم من لا يسب معاوية ولا يدعو له، ويقولون: اشتم يزيد ولا تزيد، والله أعلم.