للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد كتّاب الإنشاء في ديوان عضد الدولة، نيابة عن أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف، وله قصّة مع عضد الدولة ظريفة، وذلك أنه أنشد عضد الدولة في بعض الأيام قصيدة مدحه بها، وقال فيها وقد تأخر عنه جَارِيْه:

أمن الرعاية يا ابن كل مملّك ... رفعت له في المكرمات منار

أن تقطع الجاري اليسير عن امرئ ... ردفت كتابتَه لك الأشعار

يا صاحبيّ دنا الرحيل فذلّلا ... قلص الركائب تحتها السّفّار

الأرض واسعة الفضاء بسيطة ... والرزق مكتفل به الجبّار

فالتفت عضد الدولة إلى أبي القاسم المطهّر بن عبد الله وزيره وقد غاظه ما سمعه، وقال له: أنت عرّضتني لهذا القول، أطلق جَارِيْه، ووفّه ما فاته منه، قال أبو إسحاق: فلما خرج أبو القاسم المطهر من بين يدي عضد الدولة، قال له: أظنك قد كرهت رأسك، فقال له: أيها الأستاذ رأس لا يتكلم خير منه دابّة (١).

(١٧٠٨) النسبة: الكرجي، نسبة إلى كَرَج: بفتح أوله وثانيه، وآخره جيم، وهي فارسية وأهلها يسمّونها "كره" وهي مدينة بين همذان وأصبهان في نصف الطريق، وإلى همذان أقرب، أول من مصّرها أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي، وجعلها وطنه.

[والمنسوب: القاضي أبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصاري المعروف بالكافي، الكرجي.]

كان فقيها فاضلا، ذا عبادة ومضاء في المناظرة، لقي الشيوخ فأخذ عنهم، ثم ناظر الأئمة فقطعهم، وسمع الحديث ورواه، وولي القضاء بالكرج. مات سنة (٥٣٨) (٢).

(١٧٠٩) النسبة: الكرخي، نسبة إلى كَرْخ جُدّان: بضم الجيم، وبعضهم يفتحها والضم أشهر، والدال مشدّدة، وآخره نون: بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خانقين عن بعد.


(١) معجم البلدان ٤/ ٤٤٤.
(٢) معجم البلدان ٤/ ٤٤٦.

<<  <   >  >>