للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصوري، وأبو العباس جعفر بن محمد المستغفري النخشبي بها، وقدم دمشق وحدث بها.

روى عنه عبد العزيز الكناني، وأبو بكر الخطيب، وغيرهما، ولم يبلغ الأربعين، ومات بنخشب سنة (٤٥٢) أو (٤٥٦) (١).

(١٩٤٨) النسبة: النرسي، نسبة إلى نَرْس: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره سين مهملة: وهو نهر بنواحي الكوفة مأخذه من الفرات، عليه عدة قرى، قد نسب إليه قوم والثياب النرسية منه، وقيل: نرس قرية كان ينزلها الضّحاك بيوراسب ببابل، وهذا النهر منسوب إليها ويسمّى بها.

[والمنسوب: أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي.]

المعروف بأُبيّ، سمع أبا عبد الله عبد الرحمن الحسني، وأول ما سمع الحديث منه في سنة (٤٤٢) بالكوفة، ومحمد بن إسحاق بن فرويه. روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي، وهو من شيوخه.

وكان أُبيّ شيخا ثقة مأمونا، فهما للحديث عارفا بما يحدث، كثير التلاوة للقرآن بالليل، سمع من مشايخ الكوفة وهو كبير بنفسه، وكتب من الحديث شيئا كثيرا، ودخل بغداد سنة (٤٤٥) فسمع بها من شيوخ الوقت، وسافر إلى الحجاز، والشام، وسمع بها الحديث أيضا، وكان يجيء إلى بغداد منذ سنة (٤٧٨) كل سنة في رجب فيقيم بها شهر رمضان، ويسمع فيه الحديث، وينسخ للناس بالأجرة، ويستعين بها على الوقت، وكان ذا عيال، وكان مولده في شهر شوال سنة (٤٢٤) وبلغ من العمر ستّا وثمانين سنة، ومتعه الله بجوارحه إلى حين مماته.

قرئ عليه جزء من حديثه، ولم يكن أصله معه حاضرا، وكان في آخره حديث فقال: ليس هذا الحديث في أصلي، فلا تسمعوا عليّ الجزء، ثم ذهب إلى الكوفة فأرسل بأصله إلى بغداد، فلم يكن الحديث فيه على كثرة ما كان عنده من الحديث، وكان أبو عامر يقول: بأبيّ يختم هذا الشأن (٢).


(١) معجم البلدان ٥/ ٢٧٦.
(٢) معجم البلدان ٥/ ٢٨٠.

<<  <   >  >>