ومراده ما يشمل مزيد الثلاثي ومزيد الرباعي، وقد سبق أن الفعل المجرد ثلاثي ورباعي فقط، وأن الثلاثي له ثلاثة أبنية، وليس للرباعي إلا بناء واحد، ولم يأت أيضاً من مزيد الرباعي إلا ثلاثة أبنية، وهي: تفعلل كتدحرج، وافعنلل كاحر نجم، وافعلل كاسبطر. وسائر الأمثلة التي ذكرها من مزيد الثلاثي. وأكثر ما ينتهي بناء الفعل المزيد فيه إلى ستة كاستخرج، والزيادة حينئذٍ ثلاثة أنواع: لأنها إما بحرف واحد يصير به الثلاثي رباعياً كأكرم، والرباعي خماسياً كتدحرج، أو بحرفين كانطلق واحر نجم، أو بثلاثة كاستقام.
إشارات: الأولى: اعلم أن الزائد نوعان: أحدهما: تكرير الأصل. وهذا لا يختص بأحرف بعينها، وذلك كجلببه الجلباب، وله شروط معروفة. ثانيهما: ما لا تكرير في الأصل، وهذا لا يكون إلا بأحد حروف الزيادة العشرة المشهورة، يجمعها قولك: سألتمونيها)) ومعنى تسميتها بحروف الزيادة أنه لا يزاد في الكلمة لغير تكرار إلا بحرف منها، لا أنها تكون أبداً زائدة؛ لأنها قد تكون أصولاً وذلك ظاهر.
الثانية: اعلم أنه لا يعرف الأصل من الزائد إلا بمعرفة الميزان، وهي أن يعبر عن أول أصول الكلمة بفائها وعن ثاني الأصول بعينها وعن ثالثها، وكذا رابعها، بلامها فتقول في ضرب فعل ودحرج فعلل. وأما الزائد فإن كان تكريراً لأصل عبر عنه بلفظ ذلك الأصل، فتقول في وزن ولى فعل، واحلولى افعوعل، وزهزق عفعل. وأما الزائد لغير تكرار، فيعبر عنه