بينه وبين المعدى مع أنه لا يلزم من ضمه ثقل، ولا يكاد يلتبس اللازم بالمعدى، فلهذا سهل ضمه على ألسنتهم، فكثر المضموم منه منفرداً أو مشروكاً كما سبق، بحيث بلغ المجموع اثنين وسبعين، لكن مهما أمكن تأويل الضم أنه باعتبار تعدية الفعل، كما فعلت ذلك في كثير من الأمثلة، ظهر وجهه للطالب.
[التنبيه] الثالث: من المعلوم أن الكلام في المضاعف من فعل المفتوح، وقد سبق أن فعل المضموم لم يرد مضاعفاً إلا ما ذكرناه، من لببت يا رجل وذممت وفككت.
[مبحث المضاعف من فعل المكسور]
وأما فعل المكسور فقد ورد مضاعفاً، ولم يحتج الناظم إلى ذكره، لأن مضارعه مفتوح أبداً؛ لازماً كان أو معدي، لكن ربما التبس على الطالب مضارعه بمضارع فعل المفتوح لاتحادهما في الماضي بحسب اللفظ، فاحتاج إلى معرفة الماضي بالنقل عن العرب. فمن أمثلته المشهورة: خب الرجل يخب بالفتح فهو خب بالفتح أيضاً، أي خادع، وصب يصب صبابة فهو صب؛ أي عاشق، وطب يطب: صار طبيباً. وفيه لغة أخرى يطب كنصر، ولج بالجيم في الخصومة يلج: تمادى فيها، وبح صوته يبح بالحاء، وود لو يفعل كذا يود، كذا وده يوده بمعنى أحبه، وبذ يبذ بذاذة: ساءت حاله، ولذ لي الشيء يلذ لذاذة، وبر الرجل يبر فهو بر بالفتح؛ أي طائع لله، والبر بالكسر: الطاعة؛ وكذا بر في يمينه يبر، وبر والده يبره، وحر العبد يحره حرية: أعتقه، وقر بالمكان يقر، وفيه لغة أخرى كضرب، ومثله: قرت عينه تقَر وتقِر بالفتح