إلى ما قياس مضارعه الكسر، وهو أربعة أنواع: ما فاؤه واو كوعد أو عينه أو لامه ياء كباع ورمى، والمضاعف اللازم كحن، وما قياس مضارعه الضم، وهو أيضاً أربعة أنواع: المضاعف المعدى كمده، وما عينه أو لامه واو كقال ودعا، وما لغلبة المفاخر، كسابقني فأنا أسبقه، وما قياس مضارعه الفتح، وهو ما عينه أو لامه حرف حلق، كسأل ومنع، وما اشتهر بالضم كنصر أو بالكسر كضرب، وما جاء بهما كعتله يعتِله ويعتُله، وسيأتي ذلك إن شاء الله.
تنبيهان: الأول: قال في التسهيل: لفعل تعد ولزوم؛ أي بكثر فيه الأمران؛ لأنه لما كان أخف الأبنية وضعوه للنعوت اللازمة والأعراض والأمراض والألوان التي ذكرناها في فعِل وفعُل، ولسائر ما قصدوا الدلالة عليه من المعاني التي لا تنضبط كثرة. قال ومن معانيه: غلبه المقابل؛ أي بالموحدة، نحو كاتبني فكتبته. قال: والنيابة عن فعل المضموم في المضاعف، أي لما سبق أنه لم يرد مضاعفاً نحو: جل قدره وعز وشح فهو جليل وعزيز وشحيح، ومثل هذه من النعوت اللازمة كان لها من حقها أن تكون على فعُل بالضم. قال وعن اليائي العين؛ أي لما سبق أنه لم يرد يائي العين نحو طاب فهو طيب، ولأن فهو لين، وبان فهو بين. فهذه أيضاً كان حقها أن تكون على فعُل بالضم، قال: واطرد بناؤه من أسماء الأعيان لإصابتها أو إنالتها أو عمل بها. انتهى. وهذا النوع مما ليس له مادة أصلية، كما سبق في الرباعي، وإنما يصاغ من أسماء الأعيان الثلاثية لما ذكره من المقاصد؛ فمثال بنائه لإصابتها: رأسه: أصاب رأسه، وجلده: أصاب جلده، وعانه: أصاب عينه، وهكذا، ومثاله لإنالتها: لحمه