(وفتح ما حرف حلقٍ غير أوله ... عن الكسائي في ذاع النوع قد حصلا)
إلى أنه إذا بنى الفعل لغلبة المفاخر مما ليس فيه داعي الكسر، فلا فرق عند الجمهور في لزوم ضمه بين أن يكون غير أوله وهو عينه ولامه حرف حلق أم لا. وستأتي حروف الحلق المتقضية لفتح المضارع. فتقول صارعني فأنا أصرعه بالضم. وشاعرني فأنا أشعره. ومذهب الكسائي أن حرف الحلق مانع من الضم من ذا النوع؛ أي المبني للغلبة؛ لأن الفتح قد سمع في أفعال منه. وحمل الجمهور ذلك على الشذوذ، كما سمع الكسر في أفعال. ولا أثر عندهم لحرف الحلق.
تنبيه: مقتضى الصحاح موافقة الكسائي في أن حروف الحلق مانع من الضم؛ فإنه قال: خصمه يخصمه: غلبه، وهو شاذ؛ فإن فاعلته ففعلته يرد يفعل منه إلى الضم إن لم تكن عينه حرف حلق. انتهى. وقوله: وفتح ما حرف حلق غير أوله؛ فتح: مبتدأ، وقد حصل: خبره، وما: موصولة، وحرف: خبر مقدم لغير أوله، والجملة صلة ما.
[مبحث ما عينه أو لامه حرف حلق من فعل المفتوح]
وقد ذكرنا أن فعل المفتوح ينقسم إلى ما قياس مضارعه الكسر. وما قياس مضارعه الضم. وقد سبقا بأنواعهما. وإلى ما يجوز فيه الضم والكسر، وسيأتي. وما قياس مضارعه الفتح، وقد أشار إليه الناظم رحمه الله بقوله:
(في غير هذا لدى الحلقى فتحاً أشع ... بالاتفاق كآتٍ صيغ من سألا)
أي وأشع الفتح قياساً في غير الدال على المفاخرة من مضارع فعل المفتوح الحلقى العين أو اللام باتفاق من الكسائي وغيره. وحروف الحلق ستة: الهمزة والهاء والحاء والخاء والعين والغين. ومثل له الناظم بالآتي، وهو المستقبل المضارع من سأل؛ لأن عينه حرف حلق، فيقال سأل يسأل. ويجوز أن يقرأ