إذا قصد قيام تلك الصفة بموصوفها على سبيل الثبوت، فإن قصد بصيغة اسم الفاعل الدلالة على الحدوث والتجدد. وهو تضمينه معنى فعله عند مباشرته له- جاز بناؤه من كل فعل ثلاثي مطلقاً على وزن فاعل من غير فرق بين المفتوح والمكسور والمضموم، ولا لازم ولا معدى. وإلى هذا أشار بقوله:
(وفاعل صالح للكل إن قصد الـ ... حدوث نحو غدا ذا جاذل جذلا)
أي ويصلح صوغ اسم الفاعل من كل فعل ثلاثي مطلقاً على وزن فاعل، إن قصد به الدلالة على الحدوث، كقولك هذا غداً جاذلً جذلا، أي فارح فرحا، فقوله: ذا: اسم إشارة محله الرفع بالإبتداء، وجاذل: خبره، وجذلا: مصدر، وغداً بالتنوين: ظرف زمان. وإنما قيده به للدلالة على الزمان، وقد يصاغ اسم الفاعل من فعل المكسور اللازم على فاعل، وقياسه فعل كشجٍ وعجل، وأفعل وفعلان كالأشنب بالنون، والجذلان، ومنه قول الشاعر:
(وما أنا مزرى وإن حل جازع ... ولا بسرور بعد موتك فارح)
وكذا يجوز أن تقول زيد جابن اليوم، أي جبان، من فعل المضموم، بل كون اسم الفاعل من الثلاثي مطلقاً على فاعل هو الأصل، ويسمى غيره صفة مشبهة، ولهذا كثر مجيئه من فعل بالضم وفعل بالكسر اللازم على فاعل، كما سبق في عاقر وفاجر/ وفارس وأخواتها.
ولما أنهى الناظم الكلام على بناء اسم الفاعل من الثلاثي أشار إلى بنائه مما زاد عليه فقال: