للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلاصة. ويتحصل أيضاً مما ذكر أن الفعال بالضم مشترك بين الصوت [والداء وكذا الفعيل مشترك بين الصوت] والسير. والله أعلم.

[اسم المرة واسم الهيئة]

ثم لما أنهى الكلام على مصادر الثلاثي إجمالاً وتفصيلاً أتبعها بذكر نوع منها فقال:

(لمرةٍ فعلة. وفعلة وضعوا ... لهيئةٍ غالباً كمشية الخيلا)

أي إنهم وضعوا للدلالة على المرة من مصدر الثلاثي المجرد فعلة بفتح الفاء، وللدلالة على الهيئة منه فعلة بكسرها؛ لازماً كان الفعل أو متعديا، مفتوح العين أو مكسورها، أما المرة، فنحو: جلس جلسة وضرب ضربة: أي واحدة منه، وكذا فرح فرحة، وشرب شربة، وأما الهيئة، وهي الحالة التي يكون عليها الفاعل حال مباشرته للفعل، نحو: حسن الجلسة والركبة، ومشى مشية الخيلاء، وسار سيرة حسنة. وأشار بقوله: "غالبا" إلى ما شذ من قولهم: لقيته لقاية، وأتيته إتيانة، والقياس لقية وأتية، بالفتح في المرة، وبالكسر في الهيئة.

تنبيه: شرط بناء المرة والهيئة على فعلة وفعلة: أن يكون مقيسا، ألا يصاغ المصدر عليهما كرحمة وحمية، ألا يكون فيه تاء التأنيث كالشجاعة والسهولة، فلا تقول: نكح نكاحة وعجز عجزة وربح ربحة وحرب حرابة وكرم كرامة، وكذا لو كان مصدره على فعلة بفتح الفاء جيء بالمرة والهيئة منه كذلك، وفرق بينهما بالقرائن كرحمة رحمة واحدة أو نوعاً من الرحمة أو رحمة واسعة. ولا يقال في الهيئة منه الرحمة بالكسر، وكذا لو كان المصدر منه على فعلة بالكسر جيء بالمرة والهيئة منه كذلك، وفرق بينهما بالقرائن كحميت المريض حمية واحدة أو حمية مانعة أو نوعاً من الحمية، ولا يقال في

<<  <   >  >>