يجعل فيه الدهن. ومنها: المنصل وهو من أسماء السيف. ومنها: المنخل، وهو ما ينخل به الدقيق. فهذه الستة جاءت بضم الميم والعين على خلاف القياس.
تنبيه: أما المسعط والمكحلة والمدهن فلم يسمع فيها غير الضم، وأما المدق فسمع أيضاً فيها المدق بكسر الميم على القياس. وسمع في "المنصل" فتح الصاد مع الميم، وكذا في "المنخل" سمع فتح الخاء مع ضم الميم، وزاد في التسهيل "المحرضة" وهي الإناء الذي يجعل فيه الحرض بضمتين، وهو الأشنان. ولم يذكر في الصحاح والقاموس فيها إلا الكسر على القياس، ثم إن الضم في هذه الأدوات الشاذة إنما هو عند إطلاق الاسم عليها تشبيهاً لها بأسماء الأعيان الغير المشتقة، وأما إذا قصد بها الاشتقاق مما عمل فإنه يجوز فيها مراعاة القياس فتكسر على الأصل، ولهذا قال:
(ومن نوى عملاً بهن جاز له ... فيهن كسر ولم يعبأ بمن عذلا)
أي فيجوز أن يقول: سعطته بالمسعط، ونخلته بالمنخل، وهذه المسألة من زوائده على التسهيل. وقوله:"ولم يعبأ" أي لم يبال بمن لامه على ذلك، وهو مهموز هنا.
ولما يسر الله له تمام قصده حمد الله على ذلك، فقال:
(وقد وفيت بما قد رمت منتهياً ... فالحمد لله إذ ما رمته كملا)
أي: وقد وفيت بما قد وعدت من النظم المحيط بالمهم من تصريف الأفعال منتهياً، أي بالغاً النهاية. وذلك نعمة من الله تعالى يقتضي الشكر الموجب