للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون مصدره إلا بكسر ثالثه مع مد ما قبل آخره، فالمراد به القياس دون السماعي كاقشعر قشعريرة. والمراد به الصحيح أيضاً دون المعتل، كاستعاذ استعاذة، وقد ذكر الناظم رحمه الله التقييد بعد، كما فعل في مصدري فعل وتفعل المضعفين كما سيأتي، فإطلاق عبارته أولاً اعتماد على التقييد آخرا. ثم أشار إلى النوع الثالث وهو مصدر الخماسي المبدوء بالتاء بقوله:

(واضممه من فعل التازيد أوله ... واكسره سابق حرف يقبل العللا)

أي: واضمم ما قبل الأخير إذا بنيت المصدر من فعل زيد التاء، في أول ماضيه إن كان صحيح اللام، فإن زيدت التاء في أوله وهو معتل فاكسر ما قبل آخره، مثال الصحيح، والتقييد به مفهوم من ذكر المعتل: تدحرج تدحرجاً وتغافل تغافلاً وتكلم تكلما، ومثال المعتل: تسلقى تسلقيا وتولى توليا.

تنبيهان: أحدهما: إنما كسروا ما قبل الأخير من معتل هذا النوع مع أن قياس نظيره من الصحيح الضم، مع أنهم يمكنهم أن يقولوا: تسلقوا- لئلا يخرج إلى ما ليس من كلامهم، وهو كون آخر الاسم واواً قبلها ضمة، ولا يوجد في كلامهم مثل ذلك، ولهذا جمعوا دلوا على أدل، وقياس نظيره من الصحيح: أدلو، مثل: كلب وأكلب.

الثاني: ما ذكره في مصدر المبدوء بالتاء هو المصدر المقيس، وقد نبه بعد ذلك على أنهم قالوا أيضاً في بعض المبدوء بالتاء تفعال بكسر أوله وثانيه معا: كتملق تملاقاً، وتجمل تجمالا، ومنه قول الشاعر:

(ثلاثة أحباب فحب علاقة ... وحب تملاق وحب هو القتل)

<<  <   >  >>