أي في أحكامه التي يتم بها بناؤه على أي وزن كان ماضيه، وهي ثلاثة: ما يفتتح به وحركة أوله المفتتح به، وحركة ما قبل آخره. وأما حركة آخره من رفع ونصب وجزم فمحله علم الإعراب، أما ما يفتتح به فأشار إليه بقوله:
ببعض نأتي المضارع افتتح
أي افتتح المضارع ببعض حروف نأتي، فكل مضارع ثلاثياً أو رباعياً أو خماسياً أو سداسياً فلابد أن يفتتح أوله زيادة على ماضيه ببعض حروف نأتي، ومنهم من عبر عنها بنأيت. وتسمى حروف المضارعة، وهي أربعة: الهمزة، والنون، والتاء، والياء؛ فالهمزة تكون للمتكلم المنفرد كقولك: أنا ادخل وأكرمك وأنطلق وأستخرج، فإن كان في أول الفعل همزة، ولم تدل على متكلم فهو ماض كأكرمك زيد. والنون تكون للمتكلم المشارك كقولك: نحن ندخل ونكرم وننطلق، ونستخرج؛ فلو كان في أول الفعل نون ولم تدل علة متكلم كنصره ونرجس الدواء، أي جعل فيه النرجس، فهو ماض، والتاء المثناة فوق تكون للمخاطب مطلقاً، أي مفرداً ومثنى ومجموعاً مذكراً ومؤنثاً كقولك: أنت تدخل وتكرمني، وأنتما تنطلقان، وأنتم تستخرجون، وأنت تقومين، وأنتن تقمن؛ فلو كان في أوله تاء وهو غير دال على مخاطب، نحو: تعلمت العلم، فهو ماض. وتكون هذه التاء أيضاً للمؤنث الغائب، مفرداً ومثنى فقط: نحو: هي تقوم، والهندان تقومان، دون جمعه، نحو: هن يقمن؛ فإنه بالياء، والياء المثناة تحت تكون للغائب المذكر