الثاني: لم أر من نبه على مجيء المصدر منه على فعل وهو كثير جداً، بحيث إن يقول بأنه مقيس أولى من الفعولة، وذلك كالقرب والبعد والرحب والخبث، والفسح والكبر والبؤس والفحش والرخص والغلظ والسخف والطرف والظرف والقبح والحسن والطول والعرض والقصر والصغر والعسر واليسر والكفر والحمق والخرق والسحق والنبل والعظم واللؤم والجبن والثخن والنبه. وعلى فعلة كالبردة والسرعة والحرمة والهجنة. ويجئ أيضاً على فعل كعنب بكثرة كالقصر والصغر والكبر والعوض والغلظ والثقل والعظم والقدم والثخن. وعلى فعل محركاً كالأدب والخطر والشرف والضنك والكرم والسفه. وعلى فعل بالفتح، كالفقر والخفض والبهجة والنجدة والكثرة. وعلى غير ذلك كالرفاهية والفراهية والحلم. ثم أشار بقوله:
(وما سوى ذاك مسموع)
إلى أن هذه الستة أوزان التي ذكرها هي المقيسة، وسائر الأوزان السابقة