وأما القسم الثاني، وهو الشاذ، فهو ثلاثة أفعال فقط: خُذْ وكُلْ ومُرْ، وقد أشار إليها بقوله:
(وشذَّ بالحذف مر وخذ وكل)
أي: إنها شذت عن قياس نظائرها، من حيث إن ثاني مضارعها ساكن/، ولأم يتوصلوا إليها بهمزة وصل، بل حذفوا ثانيها الساكن أيضا، فقالوا في الأمر من نأخذ ونأمر ونأكل التي هي على وزن ندخل ونخرج: خذ ومر وكل؛ تخفيفاً لكثرة استعمالهم لهذه الكلمات، وكان قياسها: أُؤمر أُؤخذ أُؤكل؛ بهمزة وصل مضمومة ثم همزة ساكنة، هي فاء الكلمة؛ لأنها على وزن تدخل وتخرج، وصيغة الأمر منها ادخل واخرج، وهذا إذا لم يستعمل مع مر حروف العطف، فإن استعمل معه جاز فيه وجهان: الحذف فتقول: ومُر بكذا، والتتميم على الأصل نحو (وأمُرْ أهلك بالصلاة) مثل: وادخل واخرج، وإلى ذلك أشار بقوله:
(وفَشَا وأْمُرْ)
أي وفضا تتميم كلمة (مرْ) مع حرف العطف، ومع كونه فاشيا فالحذف أكثر منه، وأما (خُذ وكُل) فلم يستعملوها مع العطف ودونه تامَّين إلا في الندور، وهو معنى قوله:
ومستندر تتميم خذ وكُلا
أي تتميمهما بهمزة وصل مضمومة على قياس نظائرهما: نادر، والألف في قوله وكلا بدل من نون التوكيد الخفيفة.
تتمات: الأولى: اعلم أنَّ كون الكلمة وردت عن العرب شاذة عن القياس