مطلقا: أي مفرداً أو مثنى أو مجموعاً، نحو: هو يقوم، والزيدان يقومان، وهم يقومون، وللغائبات فقط، نحو هنّ يَقُمْن، فلو كان في أول الفعل ياء، ولم تدل على الغائب نحو: يئس منه، فهو ماض.
فائدة: إنما زادوا حرف المضارعة ليحصل الفرق بينه وبين الماضي، واختصت الزيادة به دون الماضي لأنه فرعه؛ أي هو مؤخر عنه، والأصل عدم الزيادة، فاختص الأصل بالأصل والفرع بالفرع، وسُميَ مضارعاً؛ لأن المضارعة المشابَهة؛ مأخوذ من ارتضاع اثنين ضرع المرأة فهما أخوان، وقد شابه اسم الفاعل في حركاته وسكناته كيضرب وضارب، ويدَحْرج ومُدَحْرِج وينطلق ومُنطلِق ويَسْتَخْرِج ومُسْتَخْرِج، وبهذه المشابهة أيضاً أُعرب دون غيره من الأفعال.
وأما حركة أوله فأضار إليها بقوله:
( ... ... ... ... وله ضم إذا بالرباعي مطلقا وصلا)
(وافتحه متصلا بغيره ... ... ... ... ... )
أي وحق الحرف المفتتح به أول المضارع الضمّ، إذا اتصل بفعل ماضيه رباعي مطلقا؛ أي مجرداً كان كدحرج أو مزيد الثلاثي كأَعْلَمَ وولَّى ووَالَى؛ فتقول في المضارع: يُدَحْرِجُ ويُعْلِمُ ويُوَالي. فإذا اتصل حرف المضارعة بغير الرباعي فحقّه الفتح؛ ثلاثياً كان كضرب؛ أو خماسياً كانطلق، أو سداسياً كاستخرج؛ فتقول في مضارعها: يَضْرِب ويَسْتَخْرِج، وهذا على لغة الحجاز، وهم قريش وكنانة، وبلغتهم نزل القرآن. وأما غيرهم من تميم وقيس