للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أشار إلى النوع الرابع، وهو مصدر الرباعي المجرد، بقوله:

لفعلل ائت بفعلالٍ وفعللةٍ

أي وائت بوزن المصدر من فعلل، وهو الرباعي المجرد كدحرج. على فعلال بكسر الفاء، أو فعللة بفتحها، كدحراج ودحرجة، ومثله: زلزل زلزالا وزلزلة، وحوقل الرجل حيقالا وحوقلة؛ إذا أسن وضعف عن الجماع، وسرهفت الصبي سرهافا وسرهفة، إذا غذيته بالأطعمة الطيبة، ذكره في القاموس من زيادته، وفي الصحاح: سرعفته بالعين المهملة، وهو يدل على أن الهاء من سرهفته أصلية.

تنبيهات: الأول: قضية كلامه أن كلا من الفعلال والفعللة مقيس في فعلل، وهو ظاهر التسهيل أيضا، وصرح به بعضهم، إلا أن المشهور- وبه صرح في الخلاصة حيث قال:

وأجعل مقيساً ثانياً لا أولا

- أن المقيس الفعللة لا غير؛ لأنه المطرد في الرباعي المجرد، كدحرج، ومزيد الثلاثي الملحق؛ كبيطر بيطرة، وهرول هرولة، وجورب جوربة، ولم يسمع الفعلال في شيء من الملحق بالرباعي إلا قولهم حوقل حيقالا.

ثانيهما: قد كثر الفعلال في الرباعي المضاعف، نحو: زلزل وصلصل، وقد سبقت أمثلة منه في موضعه. وأجازوا فيه الفتح أيضاً فقالوا: زلزل زلزالا بالكسر، على القياس، وزلزالاً بالفتح، وكثيراً ما يراد بالمفتوح منه الدلالة على اسم الفاعل، ومنه {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن: ١٤]، أي مصلصل، {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس: ٤] أي الموسوس.

ثالثهما: ما ذكره في مصدر فعلل من الفعلال والفعللة هو المقيس فيه، ومما سمع فيه أيضا: الفعللى، بفتح الفاء، نحو: قهقر القهقرى، والفعللى مضمومها،

<<  <   >  >>