بل يكون حكمه حكم رمى يرمي من معتل اللام، مما ليس فاؤه واوا، وقد سبق أن المفعل منه مفتوح مطلقا، فتقول: وقاه يقيه موقى: أي وقاية بالكسر والفتح، وكذا: وليه يليه مولى: أي ولاية بفتح الواو وكسرها، وولاء أيضا، والولاء: هو الموالاة بالنصرة والصحبة والقرابة والمجاورة؛ لأن المولى يجيء بمعنى الناصر والصاحب والقريب والجار، ومعنى قوله:"فارع صدق ولا": أي كن حافظاً لولائك صادقاً فيه، وهو بفتح الواو ممدوداً، وإنما قصره لضرورة الشعر. وأما نحو: ضرب يضرب فهو الضرب الثالث، وإليه أشار بقوله:
(في غير ذا عينه افتح مصدراً، وسوا ... هـ اكسر .. .. .. .. .. )
أي: وفي غير ما سبق فافتح عين المفعل للدلالة على المصدر، واكسرها للدلالة على ما سوى المصدر من زمان أو مكان، وخرج من ذلك ما سبق، مما مضارعه مضموم كنصر ينصر وكرم يكرم، ومفتوح كمنع يمنع وفرح يفرح، أو مكسور وهو معتل اللام كرمى يرمي [فهذه قياسها فتح المفعل مطلقا] أو فاؤه واو [غير معتل اللام] كوعد يعد [وورث يرث، وهذا قياسه كسر المفعل مطلقا، وغير ما سبق]، نحو ضرب يضرب، وفر يفر، فتقول في المصدر منه: جلس يجلس مجلساً بالفتح: أي جلوسا، وفر يفر مفرا بالفتح؛ أي فرارا، وفي الظرف: هذا مجلس زيد بالكسر؛ أي مكانه أو زمانه، وكذا هذا مفره: أي موضع فراره أو وقته. وشمل ذلك أيضاً نحو: باع يبيع مبيعا، وسيأتي آخر الباب ما فيه من الاضطراب.