قالوا فيه: قعد مني مزجر الكلب، بالكسر، فوجه شذوذه ظاهر. وهذه أيضاً ثمانية عشر وزناً شاذة بالكسر، على ما في المأوى والمجزر من الاضطراب.
ثم أتبعها الناظم رحمه الله تعالى بما جاء مع شذوذه مثلث العين، فقال:
( ... ... ... ... ثم مفعلة اقدر واشرقن يخلا)
(وقبر ومن أرب وثلث اربعها ... كذا لمهلك التثليث قد بذلا)
أي ثم صل أيضاً بمفعلة اقدر، فقالوا في المصدر من قدر يقدر كضرب يضرب: المقدرة، ومن أرب الرجل يأرب كفرح يفرح، بمعنى صار أريباً عاقلا: المأربة، وفي المكان من شرقت الشمس تشرق كنصر ينصر: المشرقة، لموضع القعود فيها عند شروقها، وفي المكان من قبر الميت يقبُره ويقبِره أيضا: المقبرة، لموضع دفن الموتى، بتثليث العين في هذه الأربعة الأوزان: فالضم شاذ مطلقا، وكذا كسر المصدر من قدر وأرب؛ لأن قياس قدر فتح مصدره وكسر ظرفه، وقياس أرب فتح مصدره وظرفه معاً، وكذا كسر الظرف من شرق شاذ؛ إذ قياسه فتح مصدره وظرفه معا، وأما قبر ففتح ظرفه قياس ضم مضارعه، وكسر قياس كسره، ففي إيراد الناظم له فيما شذ بالكسر نظر، وقوله:"وثلث اربعها" بنقل فتح الهمزة من "اربعها" إلى ثاء "ثلث". وقالوا أيضاً في المصدر من هلك يهلك كضرب يضرب على المشهور: المهلك بمعنى الهلاك مثلثا؛ فالضم فيه شاذ، وكذا الكسر؛ لأن قياسه فتح مصدره وكسر ظرفه، وسبق أن فيه لغة كفرح، وعليها فالقياس فتح مصدره وظرفه